«الحوثي».. بداية النهاية
أيدت 11 دولة بما فيها الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن القرار 2624، بموجب الفصل السابع، والذي نجحت به الدبلوماسية الإمارتية في توسيع نطاق الحظر الأممي على ميليشيا «الحوثي» الإرهابية، من قيادات وكيانات حوثية، لتشمل كافة قيادات «الحوثيين».
وعليه، يحدث نظام العقوبات على اليمن، ويصنف «الحوثيين» جماعة إرهابية مع حظر السلاح إليهم، الأمر الذي سيحد من أنشطتهم الإرهابية، وسيخفض التصعيد العدائي الذي استهدف الملاحة البحرية وخطوط التجارة العالمية، في إنجاز تاريخي لدولة الإمارات يؤكد دورها المحوري وقوتها الناعمة، التي تحركت بفعالية منذ استهداف «الحوثيين» للمدنيين في الإمارات والسعودية.
قدمت الإمارات دروساً في التعامل الدبلوماسي مع الأزمات، في مواجهة إرهاب «الحوثي»، وفي فترة قياسية لم تتجاوز شهر ونيف، حين استطاعت تضييق الخناق على ميليشيا «الحوثي» الإرهابية على المستوى الدولي، بدءاً من إصدار مجلس الأمن في 21 يناير الماضي، بياناً يدين بالإجماع هجمات «الحوثي» الإرهابية، التي استهدفت منشآت مدنية في الإمارات، لتستمر بعد ذلك في تحركها الدبلوماسي المكثف، الذي نجح في التأثير على الدول الكبرى، حيث فرضت وزارة الخزانة الأميركية في 23 فبراير الماضي، عقوبات على شبكة دولية تمول «الحوثيين»، ويقودها «فيلق القدس» التابع للحرس الثوري.
وبعدها بخمسة أيام، جاءت النتائج المرجوة، حيث أصدر مجلس الأمن بناءً على مقترح الإمارات قرار 2624، الذي وصف «الحوثيين» للمرة الأولى «بالجماعة الإرهابية»، ليتوج جهوداً كبيرة تصب في صالح الأمن والاستقرار بالمنطقة.
تعد الأزمة الأوكرانية الأكثر تعقيداً منذ الحرب الباردة، حيث وضعت العالم أمام مفترق طرق: إما الاصطفاف مع المعسكر الشرقي وتمثله روسيا، أو تأييد مواقف دول حلف «الناتو»، مما يتطلب الكثير من الحكمة الدبلوماسية في كيفية التعامل مع الأطراف المتنازعة.
واستذكر في هذا المجال سياسة الإمارات الواقعية، التي استطاعت بكل حكمة التعامل مع الأزمة الأوكرانية، لتقف على حياد ما بين جميع أطراف الأزمة، لأنها الدولة الوحيدة في مجلس الأمن، التي تملك علاقات وطيدة ما بين روسيا من جهة وأميركا وحلفائها في الغرب، في قرار مكّن الإمارات من محاولة تقريب وجهات النظر ما بين العواصم المتخاصمة، في قراءة سياسية واقعية، نجحت في الحفاظ على توازن العلاقات، ونجحت في حشد تأييد روسيا وأميركا، المتخاصمتين في ملف أوكرانيا، ليتفقا على قرار مجلس الأمن بشأن «الحوثيين».
24 ساعة فصلت ما بين قرار مجلس الأمن 2624، الصادر في 28 فبراير، والذي يشكل «بداية نهاية الحوثي»، وبين تسلم الإمارات رئاسة مجلس الأمن خلال شهر مارس، ستقود بها الإمارات جدول أعمال المجلس في توقيت دقيق، يتزامن مع التصعيد في الأزمة الاوكرانية، إلا أن الإمارات قادرة بدبلوماسيتها النشطة، وعلاقاتها الوطيدة مع أعضاء المجلس، والأطراف المتخاصمة في الملف الأوكراني، على تجاوز أشد الملفات صعوبة، متسلحة بعزيمتها، وحكمتها السياسية، وحنكتها الدولية.
*إعلامية وكاتبة بحرينية